حصن الملوك قلعة القاهرة!.
مقال/ أسامة وليد
قبل ألفي عام أو أكثر استطاع اليمنيون أن يشيدو الجسور، ويبنو القصور، والقلاع، والسدود. تركوا آثارا عظيمة في الأرض، موروث يعبر عن تاريخ حضارة عريقة، سبقت التطور والتكنولوجيا والهندسة في التصميم والإنشاء والبناء. ولا شك في أن اليمن من أغنى الدول العربية والعالمية على حد سواء في التراث المادي.
وتمتلك اليمن الكثير من المعالم الأثرية التي تشكل جانبا مهما من الهوية التاريخية والحضارية لأي دولة.
ومن المعالم التاريخية البارزة في اليمن “قلعة القاهرة” الواقعة في محافظة تعز. والذي قام ببنائها سلطان الدولة الصليحية ” عبد الله بن محمد الصليحي” في النصف الأول من القرن السادس الهجري، وابتدأ في تمدينها أيام أخيه علي بن محمد الصليحي.
قلعة شُيدت على ضفةِ جبلٌ شاهق، يُطلُ على وديان وطرُقٌ هامة، قلعة فوق تلٌ سورت لتكون للسلاطين مستقرُ الحكم. أُنثى فاتنة تتعالى بجمالها وبريق نورسها كنخلةٌ باسقةَ تعانقُ الأطلال، تغازلُ برشاقتها بطون الوديان، وأزقةُ المدُن الكبرى، توجت بطوق الشموخ والكبرياء.
قلعةُ القاهرةِ أسمها يكفي للإجابة عن سؤال لماذا بنيت قلعة القاهره؟ بنيت لتكون مستقر الحكم وحامية المدينة من الغزاة.
وسميت بالقاهرة نظرا لصعوبة الوصول لها. وكانت تعتبر الحصن الذي يقف أمامه أعتى الجيوش في السابق غير قادرة على اقتحامه. وكان أرتفاعها يعطي للجيوش المقيمين بها ميزة أفضل من الصاعد لإقتحامها
تأسر من يشاهدها من أسفل بجمال التصميم المعماري، وشموخها الذي من خلاله تُلامسُ السحاب وتخاطب السماء.
تتربع قلعة القاهرة على جبل صبر المطل على مدينة تعز مساهمة في تزيين الجمال الطبيعي المحيط بالمدينة.
وتقع على السفح الشمالي لجبل صبر، وترتكز على مرتفع صخري يطل على المدينة. و ورد ذكر القلعة في كثير من كتابات الرحالة والمؤرخين ومنهم ابن بطوطة وياقوت الحموي. حيث ترتفع قلعة القاهرة، من الناحية الجنوبية لتعز، عن المباني السكنية في المدينة حوالي 280 مترا؛ وهو ما جعلها، على مر تاريخها، موقعا عسكريا مهما يتسابق عليه الجميع أثناء الصراعات.
أما سور القلعة فيعد أحد الشواهد التاريخية، شيد ليحوي كل أحياء المدينة القديمة التي يعتقد أنها تأسست في عهد الدولة الصليحية، وقد شيد بطريقة هندسية بالغة التعقيد بارتفاع 120مترا وبسمك أربعة أمتار محتويا على وحدات الخدم وغرف حراسة ما يزال بعضها باقياً حتى اليوم.