المُقري سندباد اليمن الروائي محلقًا بنجاحاتٍ عالمية
حلق الروائي اليمني علي المُقري، بالرواية اليمنية
في الفضاء العالمي وذلك من خلال العديد من الأعمال التي نالت تكريما وتقديرا عربيا ودوليا، ليكون من السفراء القلائل لليمن في المجال الثقافي خارجيا، خاصة مع ظلام الحرب الجاثم على البلاد منذ سنوات.
ولد المُقري عام ١٩٦٦ لأسرة فقيرة ومُحافظة في قرية صغيرة تسمّى حمره بمحافظة تعز، تفتقر للكثير من الخدمات الأساسية ومنها التعليم، ولهذا كانت حياته فيها “مؤلمة”، كما يروي ذلك “لأوام تراث”.
اجتياز التحديات
تحدى المُقري الفقر وطول مسافة الطريق الوعرة، في سبيل التعليم، وما كان ينتظر الوصول إليه، وكان يذهب إلى هجده مديرية مقبنة، حيث درس فيها الابتدائية باستثناء الصف الخامس، وبعد ذلك انتقل إلى مدينة تعز، عاصمة المحافظة، ليكمل المرحلتين الإعدادية والثانوية، متوجا مساره التعليمي بالحصول على دبلوم في الأشعة.
يتحدث الروائي عن تجربته الصعبة في رحلة التعليم وأسباب عدم مواصلة التعليم العالي قائلا :”كنت دائماً أجد نفسي إمّا مفصولا أو مطرودا بسبب آرائي المخالفة للمنهج التعليمي، حتى تعلّم القراءة والكتابة كان قبل دخولي المدرسة”.
بمثابرة وكفاح وصراع مع النفس، وبتحدي مع الظروف الصعبة، ومع الأهل والتقاليد والمجتمع ككل واجه المُقري الكثير من الصعوبات أثناء هذه الرحلة راويا تفاصيلها “أوّلها كنت أذهب مشياً من قريتي حُمرة إلى هجدة في وقت مبكر مع زملائي قبل أن تشق طريق السيارات، وفي تعز كنت أساعد أحد الأقرباء في مطعم له وأدرس بعد الظهر قبل أن أتوظف في مكتب الصحة عام 1983 بعد دراستي للأشعة، ثم قاموا بفصلي عن العمل عام 1987 بعذر الغياب والحقيقة كانت بسبب مواقفي المعارضة التي كنت أصرّح بها في ندوات تقام كل خميس في مرافق العمل لشرح أهداف “الميثاق الوطني”، فطلبوا مني أن أبقى في البيت وأنهم سيوصلون راتبي إلى البيت فرفضت أن استلم راتبي بدون عمل لأن وظيفتي كانت مهنية وليس لها علاقة بآرائي أو بنشاطي الصحافي الذي كنت قد بدأته محرراً لركن الطلاب في صحيفة الجمهورية”.
إنتاج ثقافي
وللمقري صلة وطيدة بتراثه اليمني كما يقول ل “أوم التراث”: الكاتب ابن بيئته وبالتالي يستفيد من كنوزها الثقافية والجمالية وتنعكس هذه الاستفادة في الاعمال التي يكتبها ويكون ذلك من زاوية إبداعية وليس انعكاسا تصويريا للواقع كما هو، ومن خلال هذا استطاع المقري أن يجني ثمار الليالي القاتمة، والسنوات الطوال، حيث فرض نفسه في الوسط المجتمعي المحلي والعالمي، وذلك من خلال مجموعة إصدارات في الأدب والشعر، منها ثلاث مجموعات شعرية ، وأول إصدار له (نافذة للجسد)، عبارة عن مجموعة شعرية، صدرت عن دار الشعب، في القاهرة في العام 1987.
ومن ثم تلتها (ترميمات )، مجموعة شعرية ثانية، صدرت الطبعة الأولى: عن الهيئة اليمنية العامة للكتاب (وزارة الثقافة – صنعاء في العام 1999)، والطبعة الثانية :وزارة الثقافة، صنعاء في العام 2004. و(يحدث في النّسيان )، وهي المجموعة الشعرية الثالثة، الصادرة عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ومركز عبادي للدراسات والنشر، صنعاء في العام 2003.
وهناك نتاجات أخرى وهي “العفيف زمن خارج السرب”، التي صدرت عام ٢٠٠٣، وكذا “الخمر والنبيذ في الإسلام”، الصادرة عام ٢٠٠٧، و “إديسون صديقي”، وهي قصة للأطفال، ضمن كتاب مجلة العربي الصغير، عدد يوليو، ٢٠٠٩.
أما الروايات فكانت أول إصدار له رواية بعنوان “طعم أسود.. رائحة سوداء” وقد صدرت عن دار الساقي، في بيروت، بالإضافة إلى “اليهودي الحالي” وهي الرواية الثانية، الصادرة عن نفس الدار أيضا، وكلاهما اُختيرا ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في دورتي الجائزة 2009 و2011.
كما حازت رواية “حرمة” بترجمتها الفرنسية على جائزة التنويه الخاص من جائزة معهد العالم العربي للرواية ومؤسسة جان لوك لاغاردير في باريس عام ٢٠١٥ وهي الرواية الثالثة، الصادرة عن دار الساقي، في بيروت في العام ٢٠١١.
واختيرت رواية “بخور عدني” وهي الرابعة والصادر عن نفس الدار اللبنانية، في القائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد 2015.
جوائز وتكريم
حصل المُقري على بطاقة المواطنة الشرفية لمدينة باريس 2017 وتسلّم وسام الآداب والفنون من جمهورية فرنسا بدرجة فارس من قبل وزيرة الثقافة الفرنسية يوم 25 أبريل 2023.
ترجمت أعماله الروائية إلى الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والكردية والفارسية وغيرها.
وكتبت عن أعماله الكثير من الأبحاث والدراسات وقدمت رسائل ماجستير ودكتوراه عنها في اليمن والسعودية والجزائر وتونس وفرنسا وأمريكا والهند وغيرها. هكذا تحدث المُقري عن أهمية مؤلفاته.
حظي المُقري بأهمية كبيرة في الوسط العالمي، حيث كان أحد الأعضاء في لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) ومحكم في مسابقة القصة القصيرة التي تنظمها مجلة “العربي” الكويتية وإذاعة الـ BBC لفترتين.
العمل الصحفي والنقابي
عمل مراسلا لصحيفة الرياض 1987-1990 ومشرفا للأقسام الثقافية في عدد من الصحف منها المستقبل: 1991-1994، الثوري 1997-2001، والشورى2001.
-نائب مدير تحرير صحيفة (الشورى) في الفترة من 1995 إلى يونيو 1997.
– سكرتير تحرير مجلة (الحكمة)الصادرة عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين من 1997 – 2005.
– عضو في الهيئة الإدارية لاتحاد الأدباء والكتاب فرع صنعاء لدورتين انتخابيتين من 19 سبتمبر 1990-1993، ومن 3 أكتوبر 1993-1997.
– السكرتير الإداري للأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين 15يونيو 1997-2001.
– عضو المجلس التنفيذي لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين 2001-2005.
– رئيس الوحدة الإعلامية في المكتب التنفيذي لصنعاء عاصمة الثقافة العربية 2004.
-المشرف على موقع (صنعاء 2004 نت) لسان حال صنعاء عاصمة الثقافة العربية،والمشرف الثقافي لموقع(المشكاة الثقافي) الإلكتروني 2004-2006.
-عضو اللجنة التحضيرية لملتقى صنعاء الأول للشعراء الشباب العرب إبريل 2004.
– نائب رئيس اللجنة التحضيرية لملتقى صنعاء الثاني للشعراء الشباب العرب إبريل 2006 .
-مدير تحرير مجلة (غيمان) الثقافية منذ 2007- 2015 .
-نشرت له مقالات واستطلاعات وحوارات في عدد من المجلات و الصحف المحلية والعربية والعالمية، و في مجلة(العربي) الكويتية، (الدوحة) القطرية، (نزوى) العمانية، (الفيصل)السعودية، (جريدة الفنون)الكويتية، (الاتحاد) الإماراتية، (الحياة) ، (القدس العربي)، نيويورك تايمز، ليبراسيون، لوموند.