حوارمنتدى أوَم

الحاج جبران الجعدبي يقارن حياة اليوم والأمس (حوار)

بالرغم أننا لم نعِش لحظات الماضي ولم نستنشق رائحتها؛ إلا أننا نحِن إليها وكأنها جزء لا يتجزأ من شخصياتنا؛ كيف لا وهي هويتنا التي نفتخر بها؛ ولأننا لا نعرف الكثير عنه، ونتساءل كثيرا كيف عاش أجدادنا حياتهم وكيف كان شبابهم؟ 

والفضول يقتلنا لمعرفة أدق التفاصيل عن ذلك الزمن الجميل الذي رحل وبقي أثره يدغدغ أرواحنا؛ ولهذا السبب تحدثنا مع الحاج علي جبران الجعدبي البالغ من العمر 83 عاما وكان حوارنا التالي:

أوام التراث : حوار ” محمد عبدالله الجعدبي” 

 كيف كانت حياتكم في القرية وما أكثر شيء تتذكره؟

 نحن في راحة ونعمة لا يعلم بها إلا جبار السموات والارض. أنا عرفت الإمام يحيى شخصيا كما أعرفك أنت، وأذكر وأنا صغير بعمر سليم ابن صالح( حفيده) نزلت مع عمي حمود صنعاء وهو كان يسير فوق قاري “عربة” ولم يكن هناك سيارات، وكان فوق اثنين خيول مثل ما تقول جاري ويرّكبوا لها صرف  “خشب”؛ المهم بعدين يخلوا بقعة الإمام بالطيقان “النوافذ” بالزجاج بالكل، ويمشي وهو بيضرب للشعب اليمني غير سلام بيده ، وهو حين كان مقفص في قفص “العربة” والعربية هذه لها أبواب يدخل ويخرج هذا الذي عرفت أنا من ناحية.

 كيف كانت حياتكم في القرية نفسها من الناحية الاجتماعية والتعامل فيما بينكم؟ 

مابش كذب، ولا غش، ولا ظلم،  
كان الناس يصلوا ويصوموا ويقولوا الحق اليوم ماعادبش كلمة حق ما نشتيش ندي هولا الخرابط الزلط”وهي نقضت الأمانة. 

ما الفرق بين حياة الشباب في زمانك وبين حياة الشباب اليوم ؟

كان في حياتي مابش مدارس، ما كانش في مدارس للشعب اليمني إلا “فقهاء” كانوا “يقرونا” بريال فرنسي طوال الشهر وندي لهم بيضه  و كبية.
 
 على يد من درست ؟ 

درست على يد محمد العصامي؛ هو من الروضة خلَّف ولدين، وأيضا قريت على يد حسن المصري الختمة؛ مافيش دروس مابه إلا القرآن الكريم.

ما نظرتك لشباب اليوم؟

شباب اليوم مايعين، بنات وعيال، هذا بالمفتوح ولو بتسجل؛ ماعدبش لا صلاة، ولا كلمة حق، ولا خوف من الله.

كيف كان تعاملكم مع المرأة في زمانكم؟ 

كانت المرأة محتشمة لها شرفها ولها أمانتها ولها قدرها ؛ أما اليوم فلتت الخطام، ومابش لا شرف ولا كرامة ولا قبيلة.

هل مازال التعامل بينك و بين زوجتك نفس التعامل حق زمان ؟ 

ما بلا قد تغير عند العالم كله مش، غير عندنا، اليوم المرأة ما بلا على ماتشتي 
قلنا لك “شيزين” بالمفتوح، ما بلا كلمتهن وما بلا على رأيهن. 

 أيهما أفضل حياة الماضي أم حياة الحاضر، ولماذا؟ 

الماضي أفضل ألف مرة، ما بيحذروا وينذروا: البنات اللي في الجامعات والمدرسات في جميع الوظايف دريت أو ماشي، ما عديش على كلمتها قد تغيرت، تغيرت  وقد بيجي لها كم من ابنك
أما زمان ماكنبش من هولا الخرابط، كان كل واحد بعد حاله وبعد أمانته . 

ماذا كان عملك زمان؟

كان نرعى الغنَم ونشغب “نحرث” ونترعوى
 لاوضيفه ولا شي ولا ندرى أين نسير 

هل كنتم تسمعوا أغاني معينة أو أي شيء عبر الراديو أيام زمان؟ 

كان نسمعهم؟ ماكانش معنا راديه؛ على مه نسمعهم؟!
والله كان يقولوا عليهم بس، أما سعم أسمعهم، وكان عندي راديه أو مسجلة؛مابش!
اليوم قد تطور الشعب قدوا في وضع ثاني
 أما زمان طلع الحج محمد العصري أبو علي ويحيى عند صالح عبدالله حسن كان معه الخلوة، وكان معه راديه “أبو حجرة” دريت؟ كان يطرحها في الطاقة والناس يحبوا يسمعوا العشية، يشغلها تشتعل ومانحناش داريين ما بتقل ” والناس يلتموا بعد صلاة العشاء يسمعوا لهم شويه، مشهم داريين ما بتقل!

وانا أشتغلت مع الصين في خط صنعاء الحديده  كان به “المقهوية،المندية” في الصباحة  يدخلوا صنعاء قبل السرق في الصباحة، ولاشعبوا يضووا من صنعاء هذه الساعة قرب العصر  لاهم اثنين أما واحد لا يمكن إنه يضوي وحده خوف من السرق والقشاش، أومع، تطورت الدنيا أخرجوا الصين عند ما تقاولت الطريق الدركتالات والمواتر والشقاة وبعدين أخرجوا لهم “سينموه” فعلوها في الصباحة على بطارية وكنا نجلس نتفرج عليهم . 

كيف كانت تتم العادات والتقاليد في المناسبات والأعياد ؟ 

كان الناس أهل قبيلة وشرف وكرامة 
وكان يقع العرس يا سيدي مدة أربعة خمسة أيام النسوان بعد حالهن والرجال في حالهم هذا اللي عرفت أنا؛ كان مع الأولين المزمر كان يدوا المزمر يزمر لهم ليلتين، والنسوان قد معاهن الطبال والدقدقة، كان يخرجوا الناس يتبرعوا ( يرقصوا ) الصبح مدة يومين ويرجعوا يتغدوا ويخرجوا بعد الغداء يتبرعوا ماكنبش قات ماكنوا يخزنوا “بدَّك” في المية واحد والأعياد راحة كان يسيروا المصلى يوم العيد يصلوا الناس ويرجعوا على طول يعيدوا ويذبحوا وصلاة على رسول الله وراحة وشره .اليوم قد تغلقت القلوب ماعدبش . 

 ما أكثر شيء تحن له من الماضي ؟ 

كان الناس أهل ذكر وصدق ووفاء اليوم ماعدبش لا صدق ولا وفاء
اليوم أحن على الصدق حق زمان . 

 صف حياة اليوم بكلمة؟
 
تغير الوضع، على الوقت السابق تغير؛ الوقت الأول وقت لحاله، وهذا تغير وقت ثاني (وضع ثاني ).

نصيحتك لهذا الجيل؟ 

ماعاد أحد ينتصح؛لكن نصيحتي يخطوا بإخاء وصدق ووفاء، بمخوة يعيشوا؛ 
هذه نصيحتي للشعب اليمني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *