الادب والفنالتراث اللاماديمقال

الأسود والأبيض.. عن الأساطير والحكايات اليمنية!

من منكم لم تروى له أسطورة أو حكاية؟

قلَّما تجد من ينفي ذلك، فالتسلسل الطبيعي للصيرورة لا يمكنه فصل الأساطير، والحكايات عن تراث أي شعب، وبالتأكيد لن تجد حضارة وأمه بلا تراث، هو خلاصة ما خلَّفته الأجيال السابقة للأجيال الحالية لكي يكون عبرةً من الماضي، ونهجاً يستقي منه الأبناء الدروس ليَعبُروا بها من الحاضر إلى المستقبل. والتراث في الحضارة بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرعت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان.. وهذا كتعريف علمي أكاديمي.

وبإمكاننا القول أن الأساطير اليمنية لم تتخذ شكلاً أدبياً بعد، مما قد يضفي لها قيمة مادية، كما حضيت أساطير عربية أخرى مثل (علاء الدين) في رواية ألف ليلة وليلة و(زقاق المدق) وهي أحد أهم أعمال الأديب العالمي نجيب محفوظ التي صدرت عام 1963م.

“الجرجوف” هذه الحكاية التي تم نقلها شفهياً، تتخذ هذه الحكاية شكلاً سردياً إنسانياً، أو بصورة أدق وهو الحديث عن الخير والشر، والفقر والتكبر، أو كما لو أنها تشبه رواية “البؤساء” الفارق أنها بنسخة يمنية، ومادة أدبية خامة، نتخيل فقط لو أن أديباً ما أخذ هذه الحكاية وأخرجها على شكلٍ روائي، و أضاف محاور وأبطال آخرين؛ كيف سيكون شكل الرواية؟

تاريخ الأدب اليمني عريق، ولم يظهر حتى الآن أديب ما؛ من شأنه أن يقدم هذا الأدب للقراء.
يقول الباحث عبدالعزيز الزراعي، في حديثه إلى “العربي الجديد”: “غياب مشروع وطني ثقافي عن الجامعات فاقم تلك المسألة، ودفع بعجلة البحث العلمي بعيداً عن المدوّنة اليمنية”، مضيفاً: “لعلَّ ذلك ما جعل مكتبات الجامعات اليمنية تزخر بمختلف الدراسات الأدبية، عدا ما يخصّ تاريخ أدب اليمن، والأدب الشعبي على وجه الخصوص، في حين أنَّ الأخير يُمثّل مادةً خصبة للتحليل الثقافي والاجتماعي”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *